دكتورة فاطمة الدربي تكتب | عالم التعليم و الإمارات
الإثنين 21/أكتوبر/2019 - 01:26 م
الحصول على تعليم جيد يشكل الأساس الذي يرتكز عليه تحسين حياة الناس وتحقيق التنمية المستدامة. وبتيسير الحصول على التعليم الشامل، يمكن تزويد المجتمعات المحلية بالأدوات اللازمة لتطوير حلول مبتكرة تساعد في حل مشاكل العالم الكبرى.
أُحرز في السنوات الماضية تقدم كبير في العمل نحو زيادة فرص الحصول على التعليم في كل المستويات وزيادة معدلات الالتحاق بالمدراس وبخاصة للمرأة والفتاة. وتحسن مهارات القراءة والكتابة الأساسية كثيرا، إلا أن الحاجة لم تزل قائمة لجهود أكثر جرأة في ما يتصل بتحقيق أهداف التعليم الشامل. فعلى سبيل المثال، حقق العالم المساواة في التعليم الابتدائي بين الطلاب والطالبات، إلا أن عدد قليل من البلدان حققت هذا الهدف على جميع مستويات التعليم. وتُعزى أسباب نقص التعليم الجيد إلى الافتقار إلى المدرسين المدربين تدربيا كافيا، فضلا عن سوء أوضاع المدارس .
التعليم في الامارات يعتبر أحد أهم الأولويات ، وذلك في سعيها نحو تطوير رأس المال البشري، والاقتصاد المتنوع القائم على المعرفة. وضعت وزارة التربية والتعليم بدولة الإمارات استراتيجية التعليم 2020، وهي عبارة عن سلسلة خطط طموحة مدتها خمسة أعوام، بهدف تحقيق تحسن نوعي كبير في نظام التعليم، ولاسيما في طريقة تدريس المعلمين، وكذلك طريقة تعلم الطلاب. وتعتبر برامج التعلم الذكية، والقوانين الجديدة الخاصة بالمعلمين، ونظم منح التراخيص والتقييم، وكذلك تنقيح المناهج الدراسية، بما في ذلك تدريس الرياضيات والعلوم باللغة الإنجليزية، جزء من هذه الاستراتيجية. وتم توجيه عناية خاصة نحو تغيير برامج التعليم الأساسي K-12 (نظام التعليم من الروضة حتى الثانوية العامة) لضمان جاهزية الطلاب للالتحاق بمختلف الجامعات حول العالم، وقدرتهم على المنافسة في السوق العالمية.
وقد انطلق برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي بهدف خلق بيئة تعليمية وثقافية جديدة في المدارس الحكومية في دبي والإمارات الشمالية. وقامت الحكومة بتشجيع التكنولوجيا في المدارس، لتعزيز فرص العمل للشباب في القرن ال 21، وذلك بالتوافق مع استراتيجيتها التي تهدف إلى إدخال الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية في جميع المدارس. وتدعم حكومة دولة الإمارات بقوة خدمات التعليم والتعلم للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويعتبر القانون الاتحادي رقم 29 لسنة 2006 أول قانون في الدولة لحماية حقوق الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقد قامت جامعة الإمارات العربية المتحدة بإنشاء مركز للتعليم المستمر في عام 1998، لتلبية احتياجات المؤسسات والأفراد وقطاعات المجتمع المختلفة للنمو، سواء كان ذلك من خلال تطوير المهارات، أو تعلم معارف جديدة، أو استكشاف الإمكانات.
ويوفر المركز دورات تدريبية وورش عمل وندوات ومؤتمرات متخصصة من خلال وحدات متخصصة في مختلف المجالات الإدارية والعلمية والتقنية واللغوية والمجتمعية.
ومن أهم الإنجازات لتحقيق جودة التعليم تخصيص ما يقرب من 20 في المئة من حجم الإنفاق الرئيسي للحكومة لتطوير نظام التعليم وتوفير تعليم مجاني لمواطني دولة الإمارات في المدارس العامة حتى مرحلة التعليم العالي والعمل بنظام تعليم المدارس العامة والخاصة، والذي يقدم أكثر من 16 منهج دراسي لخدمة أبناء الجنسيات المختلفة التي تقيم في الدولة، وجود مجموعة كبيرة من أفضل الجامعات المعتمدة العامة والخاصة ووجود منشآت خاصة لتعليم الكبار، وتوقيع اتفاقية مع شركة مايكروسوفت لإتباع أفضل الممارسات في مجال برامج التعليم الذكي توقيع اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والبرتوكول الاختياري